COP28: خطوة مهمة نحو معالجة تغير المناخ
المؤتمر الثامن والعشرون لأطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP28)
عقد المؤتمر الثامن والعشرون لأطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP28) في إمارة أبوظبي بدولة الإمارات العربية المتحدة في الفترة من 6 إلى 18 نوفمبر 2023. وكان هذا هو أول مؤتمر الأطراف الذي يعقد في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
شارك في المؤتمر أكثر من 25 ألف مشارك من أكثر من 190 دولة، بما في ذلك رؤساء الدول والحكومات ووزراء البيئة وخبراء من جميع أنحاء العالم. وناقش المشاركون في المؤتمر مجموعة واسعة من القضايا المتعلقة بتغير المناخ، بما في ذلك:
- كيفية تسريع وتيرة الإجراءات المناخية اللازمة لتحقيق أهداف اتفاقية باريس.
- كيفية تمويل جهود التكيف مع تغير المناخ في البلدان النامية.
- كيفية التخفيف من آثار تغير المناخ على المجتمعات والنظم البيئية.
وأسفر المؤتمر عن عدد من المخرجات المهمة، بما في ذلك:
- الإعلان عن التزامات جديدة من قبل العديد من الدول لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.
- التوصل إلى اتفاق بشأن آلية التقييم والتنفيذ (MRV) لمراقبة التقدم المحرز في تنفيذ اتفاقية باريس.
- الموافقة على خطة عمل لتعزيز التمويل المناخي.
وأشاد المشاركون في المؤتمر بنجاح COP28، ووصفوه بأنه “مؤتمر تاريخي”. وأعربوا عن أملهم في أن يؤدي هذا المؤتمر إلى تسريع وتيرة الإجراءات المناخية اللازمة لمواجهة تغير المناخ.
الإنجازات الرئيسية لـ COP28
فيما يلي بعض الإنجازات الرئيسية لـ COP28:
- الإعلان عن التزامات جديدة من قبل العديد من الدول لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.
أعلنت العديد من الدول في COP28 عن التزامات جديدة لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، بما في ذلك:
- تعهدت الإمارات العربية المتحدة بخفض انبعاثاتها بنسبة 44٪ بحلول عام 2030، مقارنة بمستويات عام 2005.
- تعهدت المملكة العربية السعودية بخفض انبعاثاتها بنسبة 27.5٪ بحلول عام 2030، مقارنة بمستويات عام 2005.
- تعهدت مصر بخفض انبعاثاتها بنسبة 20٪ بحلول عام 2030، مقارنة بمستويات عام 2010.
وتمثل هذه الالتزامات خطوة مهمة نحو تحقيق أهداف اتفاقية باريس، والتي تدعو إلى خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية إلى ما بين 1.5 و 2 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة.
- التوصل إلى اتفاق بشأن آلية التقييم والتنفيذ (MRV) لمراقبة التقدم المحرز في تنفيذ اتفاقية باريس.
تعد آلية التقييم والتنفيذ (MRV) أداة مهمة لضمان أن الدول تلتزم بتعهداتها بخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري. وفي COP28، تم التوصل إلى اتفاق بشأن آلية MRV الجديدة، والتي ستتضمن مجموعة من المعايير والإجراءات لتقييم التقدم المحرز في تنفيذ اتفاقية باريس.
- الموافقة على خطة عمل لتعزيز التمويل المناخي.
يعد التمويل المناخي ضروريًا لمساعدة البلدان النامية على التكيف مع تغير المناخ وتنفيذ خططها الوطنية للحد من الانبعاثات. وفي COP28، تم الموافقة على خطة عمل جديدة لتعزيز التمويل المناخي، والتي تهدف إلى زيادة التمويل المناخي المتاح للبلدان النامية.
التحديات التي تواجه COP28
بالرغم من الإنجازات التي تحققت في COP28، إلا أن هناك عددًا من التحديات التي لا تزال تواجه الجهود المبذولة لمعالجة تغير المناخ. ومن بين هذه التحديات:
- عدم كفاية الالتزامات المناخية من قبل العديد من الدول.
لا تزال العديد من الدول تلتزم بأهداف غير كافية لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري. وهذا يشكل تهديدًا لإمكانية تحقيق أهداف اتفاقية باريس.
- عدم كفاية الالتزامات المناخية من قبل العديد من الدول.
لا تزال العديد من الدول تلتزم بأهداف غير كافية لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري. وهذا يشكل تهديدًا لإمكانية تحقيق أهداف اتفاقية باريس.
- عدم كفاية التمويل المناخي المتاح للبلدان النامية.
لا يزال التمويل المناخي المتاح للبلدان النامية غير كافٍ لمساعدة هذه البلدان على التكيف مع تغير المناخ وتنفيذ خططها الوطنية للحد من الانبعاثات.
- التردد السياسي في اتخاذ إجراءات بشأن تغير المناخ.
لا تزال بعض الدول مترددة في اتخاذ إجراءات بشأن تغير المناخ، بسبب مخاوفها الاقتصادية أو الأمنية.
المشاركة المدنية في COP28
بالإضافة إلى المشاركة الرسمية من قبل الحكومات، شهد COP28 أيضًا مشاركة مدنية واسعة النطاق. وشارك أكثر من 10 آلاف ممثل عن منظمات المجتمع المدني من جميع أنحاء العالم في المؤتمر، حيث أعربوا عن مخاوفهم بشأن تغير المناخ وطالبوا باتخاذ إجراءات أكثر صرامة.
ولعبت منظمات المجتمع المدني دورًا مهمًا في COP28، حيث ساهمت في تسليط الضوء على القضايا المهمة، وتعزيز الحوار بين مختلف أصحاب المصلحة، وبناء القدرات على مستوى المجتمع المدني.
الآثار الاجتماعية لتغير المناخ
ناقش COP28 أيضًا الآثار الاجتماعية لتغير المناخ، والتي تشمل:
- النزوح، حيث يضطر ملايين الأشخاص إلى ترك منازلهم بسبب الفيضانات والجفاف وغيرها من الأحداث المناخية المتطرفة.
- البطالة، حيث يفقد ملايين الأشخاص وظائفهم بسبب تغير المناخ.
- الاضطرابات الاجتماعية، حيث يمكن أن يؤدي تغير المناخ إلى زيادة التوترات الاجتماعية والنزاعات.
وأكد المشاركون في COP28 على ضرورة مراعاة الآثار الاجتماعية لتغير المناخ عند اتخاذ إجراءات لمعالجة هذه المشكلة.
دور الشباب في معالجة تغير المناخ
أكد المشاركون في COP28 على أهمية دور الشباب في معالجة تغير المناخ. وأعرب الشباب عن مخاوفهم بشأن مستقبل الكوكب، وطالبوا باتخاذ إجراءات أكثر صرامة لمعالجة تغير المناخ.
الشباب في COP28
ولعب الشباب دورًا نشطًا في COP28، حيث شاركوا في الاحتجاجات والفعاليات، وعقدوا اجتماعات مع قادة العالم.
الدور التكنولوجي في معالجة تغير المناخ
ناقش COP28 أيضًا الدور التكنولوجي في معالجة تغير المناخ. وسلط المشاركون الضوء على أهمية تطوير تقنيات جديدة لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري ومساعدة المجتمعات على التكيف مع آثار تغير المناخ.
وأكد المشاركون على أهمية التعاون الدولي لتطوير ونشر هذه التقنيات.
مستقبل COP28
يعتمد مستقبل COP28 على كيفية تعامل الدول مع التحديات التي تواجهها. وإذا تمكنت الدول من زيادة الالتزامات المناخية الخاصة بها وتوفير المزيد من التمويل المناخي للبلدان النامية، فإن ذلك سيعزز احتمالات تحقيق أهداف اتفاقية باريس.
ولكن إذا استمرت الدول في الالتزام بأهداف غير كافية وعدم توفير التمويل المناخي الكافي، فإن ذلك سيجعل من الصعب تحقيق أهداف اتفاقية باريس.
ومن المتوقع أن يعقد المؤتمر التاسع والعشرون لأطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP29) في جمهورية مصر العربية في الفترة من 6 إلى 17 نوفمبر 2024. وسيكون هذا المؤتمر فرصة أخرى للدول للبناء على الإنجازات التي تحققت في COP28 واتخاذ خطوات إضافية لمعالجة تغير المناخ.
وعلى الرغم من التحديات التي تواجهها، إلا أن COP28 كان مؤتمرًا مهمًا حقق بعض التقدم في معالجة تغير المناخ. ومن المتوقع أن يستمر COP29 و COP30 في دفع الجهود العالمية لمعالجة هذه المشكلة الملحة.